تفاعلت تداعيات اقتراب الانتخابات البلدية في بلدة السكسكية الجنوبية بعد نشر مقال بعنوان "الخلافات عنوان الانتخابات البلدية في السكسكية الجنوبية: هل تؤجل؟". وأراد آل حيدر ايصال صوتهم وتوضيح تفاصيل ما حصل من مفاوضات لتحديد رئيس البلدية العتيد، والأسباب الكامنة وراء انسحاب رئيس البلدية الحالي علي حيدر "أبو سلمان" من المعركة الانتخابية.
يروي أحد وجهاء آل حيدر وأحد المفاوضين مع اللجنة الانتخابية في لبنان بحركة أمل أحمد خليل حيدر، في حديث مع "النشرة"، تفاصيل تسمية رئيس البلدية الحالي علي حيدر "أبو سلمان" لولاية جديدة ومن ثم سحب اسمه من التداول، فيقول: "في اجتماع لعائلتنا مع اللجنة الانتخابية في لبنان بحركة أمل برئاسة الدكتور حسين عبيد طلب أبو سلمان من قيادة "أمل" عدم ترشيحه للانتخابات الحالية فتم التأكيد من قبل اللجنة بأن الرئاسة يجب أن تكون لآل حيدر لأنها العائلة الأكبر في البلدة"، لافتاً إلى "أننا سألنا اللجنة ان كانت ستضغط على ابو سلمان للترشح وكان الجواب أن الرد سيأتي بعد أسبوع إلا أنهم لم يردّوا".
والجدير بالذكر أنه في السكسكية، البلدة الساحلية في قضاء صيدا، تضم 5000 مقترع يشكل آل حيدر القسم الأكبر منها (أي ما يقارب 680 صوتاً).
وعن تشكيل لائحة منفردة لآل حيدر، يلفت أحمد خليل حيدر إلى أنه "حين لمست وجود خداع طرحت فكرة تشكيل نواة لائحة مؤلفة من 5 أشخاص لخوض الانتخابات كعائلات لتضم لاحقا 9 مرشحين واذا فازت كنت سأهدي الفوز لرئيس مجلس النواب نبيه بري"، مشيراً إلى أنه "بعد تشكيل اللائحة تلقينا اتصالاً من عبيد أبلغنا فيه بأنه يريد أن يترشح أبو سلمان ليأخذ الرئاسة لمدة ست سنوات بناء لطلب رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل محمد نصرالله، على أن يكون عباس عامر نائبا له للمدة عينها فقمنا بإيقاف ترشيحنا لايصال أبو سلمان لرئاسة البلدية لمدة ست سنوات حسب وعد نصرالله، حتى تفاجأنا بعد انتهاء مدة الترشيح أن اللجنة أرادت تقسيم مدّة الرئاسة بين أبو سلمان وعباس"، ويضيف "عندما طلبنا من رئيس اللجنة الانتخابية تنفيذ قراره قال لنا أن قرار اعطاء ابو سلمان الولاية الكاملة كان متسرعا ولم يأخذ وقتا كافيا من الدرس".
ويؤكد حيدر أن رفض العائلة لصيغة تقسيم ولاية رئيس البلدية ليس فقط من منطلق الرفض وبهدف الوصول إلى الرئاسة، ويشير إلى أن "السبب الرئيسي من استيائنا مما حصل هو أن قرار وصول أبو سلمان للرئاسة لولاية كاملة جاءت من قبل الهيئة التنفيذية في حركة أمل التي تعتبر أعلى هيئة فيها، ورفضنا هو للحفاظ على هيبة الهيئة التنفيذية التي صدر منها قرار تسمية أبو سلمان لمدة 6 سنوات"، ويضيف "قبل وعد أبو سلمان بولاية كاملة كنا موافقين على وصول شخص اسمه علي حسين عباس لمدة 3 سنوات وهو أخ لنا ونتقاسم معه الولاية لكن بعد تسمية أبو سلمان من قبل نصرالله رفضنا أي تقسيم".
"اللجنة الانتخابية في حركة أمل خدعتنا"، هكذا يصف حيدر تفاصيل المفاوضات التي جرت مع اللجنة، لافتاً إلى أن "أي مرشح من عائلتنا في لائحة الوفاء والتنمية لا يمثلنا وهذه اللائحة غير توافقية في القرية والكثير من العائلات لا تريدها"، مضيفاً "لو أردنا الرئاسة كنا دخلنا بمعركة انتخابية لكن بسبب حبنا لرئيس مجلس النواب نبيه بري انسحبنا من المعركة ترشيحاً واقتراعاً فلا يمكننا النزول بوجه حركة أمل لأننا أبناؤها"، مطالباً بري التدخل شخصياً لحل النزاع في القرية.
وشدد حيدر على أن "آل حيدر قرروا الانسحاب من المعركة ترشيحاً واقتراعاً"، لافتاً إلى أن "لا تزكية في القرية فالمعركة محتدمة وعلى مستوى المخاتير الأمر الّذي سيتيح لمرشحي حزب الله بالفوز السهل بثلاثة مخاتير من أصل أربعة".
إذا، لا تزال المعركة الانتخابية مشتعلة في بلدة السكسكية، رغم اصدار حركة "أمل" و"حزب الله" لائحة "الوفاء والتنمية" لخوض هذه الانتخابات. وبعد رفض عدد كبير من العائلات لها اللائحة وبعد توجهات لمقاطعة هذه الانتخابات، ماذا سيكون مصيرها؟